انقسم العالم الى فسطاطين..

ازدانت الدنيا بأعلامها الحمراء والخضراء وكأنها في عرس وكأن أبطالنا قد عادوا من غزواتهم مظفرين تكللهم الزينات وأكاليل الغار ويتضوعون جميعاً بعبق المسك منتشين بنشوة النصر يذرعون الطرقات جيئة وذهاباً يختالون في مركباتهم يسابقون الريح يتغنون أو يرفعون عقيرة المذياع في سياراتهم يقطعون الطرقات المفتوحة ويفتحون الطرقات المغلقة يا الله ما أجمله من منظر لو وافق واقع الحال وصفنا، فليمرح أبناؤنا ما شاء الله لهم أن يمرحوا ما داموا قد مرغوا أنف المحتل في العراق ولونوا بدمائه النجسة مياه خليجنا العربي ودجلة والفرات وليتغنوا بأجمل آيات نصرهم ما داموا قد فكوا حصار غزة أو حرروا الضفة أو عادوا لنا برأس باراك معلقا على قوس النصر في بلدنا الحبيب. فليفرحوا حتى لو نجحوا في امتحاناتهم حتى لو أدوا واجباتهم أو نجحوا حتى في مادة الرياضة.
حضرتني صورة ا لمحاضر الذي كان يحاضرنا وقد أزعجته موسيقى بعض السيارات الصاخبة في حرم الجامعة تلك الموسيقى التي جعلت الطاولات والأوراق تهتز وشعر المحاضر يتوقف كمجسات الاستشعار أو كشوك القنفذ في منظر بين المضحك والمبكي ولسانه ينطلق ببعض ألوان السباب والاستهزاء ( أنتم لا تعرفون الغرب إلا من خلال شرفاتهم ولا تقلدون إلا تصرفاتهم على هذه الشرفات أنت لا تعلمون أن الراقصين الصاخبين على هذه الشرفات قد أنجزوا واجباتهم وخرجوا إليها يستجمون بعد عمل مضن ينفثون عليها تعبهم ليعودوا سريعاً من حيث خرجوا إلى واجباتهم ونجاحاتهم، وليفاجئنا هؤلاء الراقصين بنجاحاتهم الخارقة ومؤسساتهم العملاقة، وباحتكارهم لأسواقنا وبانتصاراتهم المدوية واحتلالهم لنا) .
حضرتني صورة المفكر الذي سخر من نيل بلاده لكأس كرة القدم الأفريقية وشبهها برسوب طالب في جميع المواد ونجاحه في مادة الرياضة، فقط الرياضة.
من شرفة شديدة العلو تدلى منها علم احمر ارتد إلي طرفي حاسرا على صور أطفال غزة المساكين، وارتد من شرفة عالية أخرى تدلى منها علم أخضر على دموع الثكالى في العراق.
حضرتني العديد من الأسئلة والاستفهامات وبين لماذا وكيف تذكرت المقولة الشهيرة انقسم العالم إلى فسطاطين،
كذلك في هذا اليوم الحزين انقسمت بلادي إلي فسطاطين الأهلي والاتحاد.

شكرا لكِ أختي على هذا الموضوع

شكرا لكِ اختي على هذا الموضوع الرائع والشيق
تقبلوووووا تحياتي